الملخص
كما أن لأفعال وأقوال الرسول صلى الله عليه وسلم دلالةً مقاصديَّةً، فإن لهمّه صلى الله عليه وسلم دلالةً أيضًا؛ إذ إنه لا يهم إلا بحقٍ مطلوبٍ شرعًا، ما لم يرد نص يعترض هذا الهم، والهمُّ إحدى مراحل الفعل التي هي هاجس وخاطر وحديث نفس وهمُّ وعزم.
وجاءت هذه الدراسة لتسلط الضوء على مقاصد جانب من جوانب سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وهي الأمور التي همَّ بها ولم يفعلها، وتحديدًا ضرورة حفظ الدين. وتنبع أهمية الدراسة من دقة الأمور التي من الممكن أن تبنى عليها، وتناولت الدراسة همّه صلى الله عليه وسلم بتحريق بيوت تاركي صلاة الجماعة، وهمّه صلى الله عليه وسلم ببعث الصحابة، وهمّه صلى الله عليه وسلم بعدم التخلف عن السرايا، وهمّه صلى الله عليه وسلم بهدم الكعبة، فهذه المسائل من الدقة بمكان بحيث لا تحتمل أيّ تأويل أو فهم يحيد بها عن الإطار الصحيح والسياق الذي وردت به.
وأهم النتائج التي توصل إليها البحث أنّ الهمَّ النبوي هو الأمور التي أراد النبي صلى الله عليه وسلم فعلها ولم يفعلها؛ لعائق حال دون ذلك، عبّر عنها بالقول، والهمّ بالفعل. ولقد تنوعت الدلالة المقاصديّة للهمّ النبوي، فمنها ما هو ضروري حفظًا للدين والمال والعقل والنســــل؛ حيث اقترنت الدلالة المقاصديّة لحفظ الدين والنفس في غير موضع، وروعيت الرتب عند التزاحم، ومنها ما هو حاجي، ومنها ما هو تحسيني، وهو ما توصي الدراسة ببحثه.

هذا العمل مرخص حسب الرخصة Creative Commons Attribution-NonCommercial 4.0 International License.