الملخص
تتناول هذه الدراسة حقوق الأطفال كما وردت في الفقه الإسلامي، مع تركيز خاص على أوضاع أطفال الشوارع في مدينة مبالي في أوغندا. وتتمحور مشكلة البحث حول الزيادة المستمرة في أعداد أطفال الشوارع في المنطقة، والتي تعود أسبابها إلى الفقر، وتفكك الأسرة، وضعف الدعم المؤسسي، تجعل هذه الظروف الأطفال عرضة للاستغلال والإهمال والحرمان من احتياجاتهم الأساسية.
الهدف الرئيسي من هذه الدراسة هو تقييم مدى ملاءمة ومواكبة المبادئ الشرعية الإسلامية في معالجة هذه التحديات وضمان حماية الأطفال ورفاههم في الظروف الهشة. ولتحقيق ذلك، تعتمد الدراسة منهجًا نوعيًا يشمل الملاحظات الميدانية، والمقابلات مع أصحاب المصلحة الرئيسيين — مثل القادة الدينيين، والأخصائيين الاجتماعيين، والأطفال المتأثرين — بالإضافة إلى تحليل معمّق للمصادر الإسلامية ذات الصلة، ولا سيما القرآن الكريم، والحديث الشريف، والنصوص الفقهية الكلاسيكية.
تكشف النتائج أن نحو 4000 طفل شارع يعيشون حاليًا في مبالي. وتشير إلى أن عدة عوامل تؤدي إلى زيادة عدد أطفال الشوارع، منها: عدم الاستقرار الاقتصادي، والفقر، والحروب، وانهيار القيم التقليدية، والعنف الأسري، وسوء المعاملة، وكلها تدفع الأطفال إلى العيش في الشارع. وتوصي الدراسة بإنشاء برامج ممولة من خلال الوقف، والصدقة، والزكاة، تُدار عبر الجامعة الإسلامية في أوغندا (IUIU).
ويُقترح أن تدعم هذه الأموال مبادرات مهمة أهمها مبادرة التأهيل الأخلاقي الإسلامي، ومبادرة محو الأمية الأساسية والتدريب المهني، ومبادرة الدعم النفسي والاجتماعي والإرشاد العلاجي من الصدمات، ومبادرة إعادة دمج الأسرة وتدريب الأسر الحاضنة (الكفالة)، ومبادرة برامج التثقيف الصحي والنظافة. وتهدف هذه المبادرات إلى استعادة حقوق وكرامة أطفال الشوارع بما يتوافق مع المبادئ الإسلامية.

هذا العمل مرخص حسب الرخصة Creative Commons Attribution-NonCommercial 4.0 International License.
