تنازع الأصوليين والفقهاء في التقعيد وثمرته الفقهية

الملخص

يسعى هذا البحث إلى إثبات وجود طريقة في التقعيد الأصولي لم يتعرض لها من ألّف في تاريخ تدوين علم أصول الفقه، يمكن تسميتها بطريقة الفقهاء، ولست أعني منهج الحنفية القائم على بناء القاعدة بناءً على فتاوى أئمتهم، فهذه طريقة مشهورة لا كلام فيها، وإنما أقصدُ منهجًا آخر مباينًا لهذا رواده فقهاء متمرسون بالفقه، لا ينتسبون إلى مذهب فقهي معين، يتأسس على نَبذِ طريقة المتكلمين في التقعيد الأصولي، والاستقلال باختيارات خاصة في بحث مسائل الأصول، تُبنى على اعتبارات غير الاعتبارات التي ألفها الأصوليون متكلمين وحنفية. وعني هذا البحث ببيان بعض خصائص هذه الطريقة وبعض رموزها وحجتها، وما ينشأ عن هذا التنازع والاختلاف من ثمرة فقهية في جملة من مسائل الفقه.

وتوصل البحث إلى أن اختلاف الفقهاء والأصوليين في تقرير مسائل الأصول على ضربين؛ الأول لفظي لا ينشأ عنه ثمرة فقهية، والثاني معنوي ينبني عليه عمل وفقه، مناقشًا قضية تكليف السَّكران وحقيقة الصحة، وقد ترجح لنا قول الفقهاء في الأولى دون الثانية، وأوصى البحث بالتعمّق في بحث مسائل الأصول، وتَتبُّع مصطلح الفقهاء في كتب الأصول في سياق رصد الأصوليين الأقوال في القاعدة الأصولية، وتَتَبُّعُ القواعد الفقهية التي يلوح منها مخالفةُ القواعد التي يُقرِّرها الأصوليون في كُتُبهم، تمهيدًا لرصد شبكة العلاقات القائمة بين ما يذكره الفقهاء من قواعد وما يَضَعُه الأصوليون من القواعد.