الملخص
يكتسب الرُشْد أهمية خاصة للأمة الإسلامية وشعبها عمومًا وللدّاعي خصوصًا، فهو يدلُّ على العقل والصلاح في الدين، والدلالة والهداية، والإيمان، والخير والنفع، والمخرج من الضيق والهلاك. ولاريب بأن الداعي إلى الله تعالى يحتاج إلى الرُشْد في دعوته وعلاقته مع المدعوين مع إعدادٍ خلقيٍ وعلميٍ يضمن نجاحه.
واتجه هذا البحث إلى بيان مفهوم الرُشْد في ضوء القرآن الكريم وبيان أهميَّته للداعي، وما ينشأ عنه من آثار قيِّمة يحتاج إليها الدَّاعي في ميدان الدَّعوة لأجل تقديم الدَّعوة بمنهج جامع وأسلوب شامل. فمن أهم معاني الرُشْد أن يتوصل بشيء إلى شيء يوصل إلى المقصود، وكذلك العناية الإلهية التي تعين الإنسان عند توجهه إلى مقاصده، والرشد هو العلم بما ينفع، والعمل به. ومن أهم آثار الرُشْد آثارٌ على الدَّاعي منها انشراح صدر الدّاعي بأنوار المعرفة؛ لتحمل أعباء الدَّعوة، والإعانة على التسلح بسلاح العلم والثقافة القرآنية، ودعم القدرة على بيان الحجة والبرهان، والنجاح ونيل الهدف من خلال التخطيط والمتابعة تخطيطًا واعيًا ومتابعةً جادةً، والتمسك بالمنهاج السليم مع الإخلاص، والثبات في ميدان الدَّعوة والاستقامة في طريقها، وتنمية روح الإحساس بالمسئولية لدى الدّاعي لأداء الأمانة الإلهية.
ونظرًا لأهمية الرُشْد وآثاره يقع على عاتق المؤسسات المختصة عمومًا، وعلى الدعاة خصوصًا التمسك به، والعمل على بيان آثاره، وألا تقتصر عنايتهم في ميدان الدَّعوة إلى الله على التعليم والتعلّم فقط، دون الاهتمام بالتربية والتزكية وبيان سبيل الرُشْد للوصول إلى الهدف النبيل.
هذا العمل مرخص حسب الرخصة Creative Commons Attribution-NonCommercial 4.0 International License.